يأجوج و مأجوج ونزول سيدنا عيسى
(وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته ويوم القيامة يكون عليهم شهيدا ) النساء 159.
(وانه لعلم للساعة) الزخرف61.
قال أحمد : حدثنا يحيى ، عن ابن أبي عروبة ، حدثنا قتادة ، عن عبد الرحمن بن آدم ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : الأنبياء إخوة لعلات ، ودينهم واحد وأمهاتهم شتى ، وأنا أولى الناس بعيسى ابن مريم ; لأنه لم يكن بيني وبينه نبي ، وإنه نازل ، فإذا رأيتموه فاعرفوه ، فإنه رجل مربوع إلى الحمرة والبياض ، سبط كأن رأسه يقطر ، وإن لم يصبه بلل ، بين ممصرتين ، فيكسر الصليب ، ويقتل الخنزير ، ويضع الجزية ، ويعطل الملل ، حتى تهلك في زمانه الملل كلها غير الإسلام ، ويهلك الله في زمانه المسيح الدجال الكذاب ، وتقع الأمنة في الأرض حتى ترتع الإبل مع الأسد جميعا ، والنمور مع البقر ، والذئاب مع الغنم ، ويلعب الصبيان والغلمان بالحيات ، لا يضر بعضهم بعضا ، فيمكث ما شاء الله أن يمكث ، ثم يتوفى ، فيصلي عليه المسلمون ويدفنونه ثم رواه أحمد ، عن عفان ، عن همام ، عن قتادة ، عن عبد الرحمن ، عن أبي هريرة ، فذكر نحوه . وقال : فيمكث أربعين سنة ، ثم يتوفى ويصلي عليه المسلمون ورواه أبو داود ، عن هدبة بن خالد ، عن همام بن يحيى به نحوه . وروى هشام بن عروة ، عن صالح مولى أبي هريرة ، عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : فيمكث في الأرض أربعين سنة . في سورة " النساء " : وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته ويوم القيامة يكون عليهم شهيدا وقوله : وإنه لعلم للساعة الآية . وإنه ينزل على المنارة البيضاء بدمشق ، وقد أقيمت صلاة الصبح ، فيقول له إمام المسلمين : تقدم يا روح الله فصل . فيقول : لا ، بعضكم على بعض أمراء ، تكرمة الله هذه الأمة . وفي رواية : فيقول له عيسى : إنما أقيمت الصلاة لك . فيصلي خلفه ، ثم يركب ومعه المسلمون في طلب المسيح الدجال ، فيلحقه عند باب لد ، فيقتله بيده الكريمة، فينزل عليها عيسى ابن مريم ، عليه السلام ، فيقتل الخنزير ويكسر الصليب ، ولا يقبل من أحد إلا الإسلام ، وأنه يحج من فج الروحاء ، حاجا أو معتمرا ، أو لثنتيهما ، ويقيم أربعين سنة ثم يموت فيدفن - فيما قيل - في الحجرة النبوية عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبيه . وقد ورد في ذلك حديث ذكره ابن عساكر في آخر ترجمة المسيح ، عليه السلام ، في كتابه ، عن عائشة مرفوعا ، أنه يدفن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر ، وعمر في الحجرة النبوية ، ولكن لا يصح إسناده .
وحديث أخر....فقالت أم شريك بنت أبي العكر يا رسول الله فأين العرب يومئذ: قال هم يومئذ قليل وجلهم ببيت المقدس وإمامهم رجل صالح فبينما إمامهم قد تقدم يصلي بهم الصبح إذ نزل عليهم عيسى ابن مريم الصبح فرجع ذلك الإمام ينكص يمشي القهقرى ليتقدم عيسى يصلي بالناس فيضع عيسى يده بين كتفيه ثم يقول له تقدم فصل فإنها لك أقيمت فيصلي بهم إمامهم فإذا انصرف قال عيسى عليه السلام افتحوا الباب فيفتح ووراءه الدجال معه سبعون ألف يهودي كلهم ذو سيف محلى وساج فإذا نظر إليه الدجال ذاب كما يذوب الملح في الماء وينطلق هاربا ويقول عيسى عليه السلام إن لي فيك ضربة لن تسبقني بها فيدركه عند باب اللد الشرقي فيقتله فيهزم الله اليهود فلا يبقى شيء مما خلق الله يتوارى به يهودي إلا أنطق الله ذلك الشيء لا حجر ولا شجر ولا حائط ولا دابة إلا الغرقدة فإنها من شجرهم لا تنطق إلا قال يا عبد الله المسلم هذا يهودي فتعال اقتله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن أيامه أربعون سنة السنة كنصف السنة والسنة كالشهر والشهر كالجمعة وآخر أيامه كالشررة يصبح أحدكم على باب المدينة فلا يبلغ بابها الآخر حتى يمسي فقيل له يا رسول الله كيف نصلي في تلك الأيام القصار قال تقدرون فيها الصلاة كما تقدرونها في هذه الأيام الطوال ثم صلوا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيكون عيسى ابن مريم عليه السلام في أمتي حكما عدلا وإماما مقسطا يدق الصليب ويذبح الخنزير ويضع الجزية ويترك الصدقة فلا يسعى على شاة ولا بعير وترفع الشحناء والتباغض وتنزع حمة كل ذات حمة حتى يدخل الوليد يده في في الحية فلا تضره وتفر الوليدة الأسد فلا يضرها ويكون الذئب في الغنم كأنه كلبها وتملأ الأرض من السلم كما يملأ الإناء من الماء وتكون الكلمة واحدة فلا يعبد إلا الله وتضع الحرب أوزارها وتسلب قريش ملكها وتكون الأرض كفاثور الفضة تنبت نباتها بعهد آدم حتى يجتمع النفر على القطف من العنب فيشبعهم ويجتمع النفر على الرمانة فتشبعهم ويكون الثور بكذا وكذا من المال وتكون الفرس بالدريهمات..)
حديث أبي هريرة:”... فإذا رآه عدوّ الله ذاب كما يذوب الملح في الماء..) مسلم
يأجوج ومأجوج
( حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون . واقترب الوعد الحق فإذا هي شاخصة أبصار الذين كفروا يا ويلنا قد كنا في غفلة من هذا بل كنا ظالمين ) الأنبياء:96-97
وجاء في حديث النواس بن سمعان رضي الله عنه وفيه ( إذا أوحى الله على عيسى أني قد أخرجت عبادا لي لا يدان لأحد بقتالهم ، فحرز عبادي إلى الطور ، ويبعث الله يأجوج ومأجوج ، وهم من كل حدب ينسلون ، فيمر أولئك على بحيرة طبرية ، فيشربون ما فيها ، ويمر آخرهم فيقولون : لقد كان بهذه مرة ماء ، ويحصر نبي الله عيسى وأصحابه حتى يكون رأس الثور لأحدهم خيرا من مئة دينار لأحدكم اليوم ، فيرغب إلى الله عيسى وأصحابه ، فيرسل الله عليهم النغف( دود يكون في أنوف الإبل والغنم ) في رقابهم فيصبحون فرسى ( أي قتلى ) كموت نفس واحدة ، ثم يهبط نبي الله عيسى وأصحابه إلى الأرض فلا يجدون موضع شبر إلا ملأه زهمهم ونتنهم فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه إلى الله ، فيرسل الله طيرا كأعناق البخت ، فتحملهم فتطرحهم حيث شاء الله ) رواه مسلم وزاد في رواية – بعد قوله ( لقد كان بهذه مرة ماء ) – ( ثم يسيرون حتى ينتهوا إلى جبل الخمر ، وهو جبل بيت المقدس فيقولون : لقد قتلنا من في الأرض ، هلم فلنقتل من في السماء ، فيرمون بنشابهم إلى السماء فيرد الله عليهم نشابهم مخضوبة دما )ه
( تفتح يأجوج و مأجوج فيخرجون على الناس كما قال الله عز و جل ..من كل حدب ينسلون } فيغشون الناس و ينحاز المسلمون عنهم إلى مدائنهم و حصونهم و يضمون إليهم مواشيهم و يشربون مياه الأرض حتى إن بعضهم ليمر بالنهر فيشربون ما فيه حتى يتركوه يبسا حتى إن من يمر من بعدهم ليمر بذلك النهر فيقول : قد كان هاهنا ماء مرة حتى إذا لم يبق من الناس أحد إلا أحد في حصن أو مدينة قال قائلهم : هؤلاء أهل الأرض قد فرغنا منهم بقي أهل السماء ! ثم يهز أحدهم حربته ثم يرمي بها إلى السماء فترجع إليه مختضبة دما للبلاء و الفتنة فبينما هم على ذلك إذ بعث الله عز وجل دودا في أعناقهم كنغف الجراد الذي يخرج في أعناقه فيصبحون موتى لا يسمع لهم حس فيقول المسلمون : ألا رجل يشري لنا نفسه فينظر ما فعل هذا العدو ؟ فيتجرد رجل منهم محتسبا نفسه قد أوطنها على أنه مقتول فينزل فيجدهم موتى بعضهم على بعض فينادي : يا معشر المسلمين ألا أبشروا إن الله عز و جل قد كفاكم عدوكم فيخرجون من مدائنهم و حصونهم و يسرحون مواشيهم فما يكون لهم مرعى إلا لحومهم فتشكر عنه كأحسن ما شكرت عن شيء من النبات أصابته قط ) تحقيق الألباني(حسن) انظر حديث رقم: 2973 في صحيح الجامع.
( سيوقد المسلمون من قسي يأجوج و مأجوج و نشابهم و أترستهم سبع سنين)
تحقيق الألباني (صحيح) انظر حديث رقم: 3673 في صحيح الجامع.
الشـــــرح :
( ونشابهم وأترستهم سبع سنين ) في الكشاف : هما اسمان أعجميان بدليل منع الصرف وهما من ولد يافث وقيل : يأجوج من الترك ومأجوج من الجيل
قال ابن العربي : وهما أمتان مضرتان مفسدتان كافرتان من نسل يافث بن نوح وخروجهما بعد عيسى والقول بأنهم خلقوا من مني آدم المختلط بالتراب وليسوا من حواء غريب جداً لا دليل عليه وإنما يحكيه بعض أهل الكتاب .
دخل النبي- صلى الله عليه وسلم- ذات يوم في بيته بيت زينب، وهو يقول-صلى الله عليه وسلم-: (ويل للعرب من شر قد اقترب، فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج كهذا وحلق بين إصبعيه، قالت له زينب: يا رسول الله! أنهلك وفينا الصالحون، قال: نعم، إذا كثر الخبث). هذا حديث صحيح
كما قال- صلى الله عليه وسلم- في الحديث الآخر: إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه أوشك أن يعمهم الله بعقابه)
فالواجب إنكار المنكر بالفعل, فإن عجز فبالقول, فإن عجز فبالقلب, والله يقول -سبحانه وتعالى-: لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ* كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ(المائدة:79) ،وايضا: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ(التوبة: من الآية71).
وجاء في حديث حذيفة رضي الله عنه في ذكر أشراط الساعة فذكر منها ( يأجوج ومأجوج ) رواه مسلم
سد يأجوج ومأجوج:
بنى ذو القرنين سد يأجوج ومأجوج ، ليحجز بينهم وبين جيرانهم الذين استغاثوا به منهم. كما قال تعالى ( قالوا يا ذا القرنين إن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض فهل نجعل خرجا على أن تجعل بيننا وبينهم سدا. قال ما مكني فيه ربي خير فأعينوني بقوة أجعل بينكم وبينهم ردما) الكهف
هذا ما جاء به الكلام على بناء السد ، أما مكانه ففي جهة المشرق لقوله تعالى ( حتى إذا بلغ مطلع الشمس ) ولا يعرف مكان هذا السد بالتحديد
والذي تدل عليه الآيات أن السد بني بين جبلين ، لقوله تعالى ( حتى إذا بلغ بين السدين ) والسدان : هما جبلان متقابلان. ثم قال ( حتى إذا ساوى بين الصدفين) ، أي : حاذى به رؤوس الجبلين وذلك ب**ر الحديد، ثم أفرغ عليه نحاس مذابا ، فكان السد محكما
وهذا السد موجود إلى أن يأتي الوقت المحدد لدك هذا السد ، وخروج يأجوج ومأجوج، وذلك عند دنو الساعة، كما قال تعالى ( قال هذا رحمة من ربي فإذا جاء وعد ربي جعله دكاء وكان وعد ربي حقا . وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض ونفخ في الصور فجمعناهم جمعا ) الكهف
والذي يدل على أن هذا السد موجود لم يندك ما روي عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( يحفرونه كل يوم حتى إذا كادوا يخرقونه، قال الذي عليهم: ارجعوا فستخرقونه غدا . قال : فيعيده الله عز وجل كأشد ما كان ، حتى إذا بلغوا مدتهم، وأراد الله تعالى أن يبعثهم على الناس ، قال الذي عليهم : ارجعوا فستخرقونه غدا إن شاء الله تعالى، واستثنى. قال : فيرجعون وهو كهيئته حين تركوه ، فيخرقونه ويخرجون على الناس ، فيستقون المياه ، ويفر الناس منهم ) رواه الترمذي وابن ماجه والحاكم
(إن يأجوج و مأجوج ليحفرون السد كل يوم حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس قال الذي عليهم : ارجعوا فستحفرونه غدا فيعيده الله أشد ما كان حتى إذا بلغت مدتهم و أراد الله أن يبعثهم على الناس حضروا حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس قال الذي عليهم : ارجعوا فستحفرونه غدا إن شاء الله و استثنوا فيعودون إليه و هو كهيئته حين تركوه فيحفرونه و يخرجون على الناس فينشفون الماء و يتحصن الناس منهم في حصونهم فيرمون سهامهم إلى السماء فترجع و عليها كهيئة الدم الذي اجفظ فيقولون : قهرنا أهل الأرض و علونا أهل السماء ! فيبعث الله عليهم نغفا في أقفائهم فيقتلهم بها و الذي نفسي بيده إن دواب الأرض لتسمن و تشكر شكرا من لحومهم و دمائهم ).تحقيق الألباني(صحيح) انظر حديث رقم: 2276 في الصحيح الجامع