كان عام 2010 مسرحاً للعديد من الأحداث المثيرة على ساحة كرة القدم العربية منها السعيد ومنها الحزين، ويستعرض موقع FIFA.com أهم اللحظات التي مرت على الكرة العربية خلال العام المنصرم.
بدأ العام بداية رائعة للكرة العربية حيث نجح المنتخب المصري في تحقيق رقم قياسي بالحفاظ على لقبه الأفريقي وتتويجه على عرش الكرة الأفريقية في أنجولا للمرة الثالثة على التوالي والسابعة في تاريخه بعد أن تغلب الفراعنة على عملاق أفريقي آخر هو المنتخب الغاني في مباراة النهائي بنتيجة 1-0 بهدف من نجم وهداف هذه البطولة محمد ناجي الشهير بلقب "جدو" والذي أحرز خمس أهداف خلال البطولة والطريف أنه كان قد شارك في جميع المباريات كبديل وبذلك إستحق لقب "البديل السوبر"، وقد إستطاع المنتخب المصري أن يفوز بجميع مبارياته الست خلال لبطولة ليثبت تربعه بجدارة على عرش الكرة الأفريقية.
وسيطر المصريون أيضاً على جميع الجوائز الفردية للبطولة فبالإضافة لفوز جدو بجائزتي هداف البطولة وإكتشاف البطولة، فاز أيضاً الحارس المخضرم عصام الحضري بجائزة أفضل حارس مرمى، وفاز وائل جمعة بلقب أفضل مدافع بينما فاز أحمد فتحي بجائزة اللعب النظيف. أما أحمد حسن الذي كسر رقم الأسطورة حسام حسن القياسي في عدد المباريات الدولية مع منتخب مصر بخوضه المباراة 170 خلال البطولة ففاز بجائزة أفضل لاعب في البطولة وأنهي حسن عامه بتكريم آخر على مستوى الأندية حيث فاز بجائزة CAF لأفضل لاعب أفريقي داخل القارة 2010.
وكان لهذا الإنجاز الكبير أثره الواضح على ترتيب مصر في تصنيف FIFA/Coca-Cola العالمي فبعد أن أنهى الفراعنة عام 2009 في المركز 24 شهد شهر فبراير 2010 وصول المنتخب المصري للمركز العاشر لأول مرة في تاريخه ليكون بذلك ثاني منتخب عربي يصل للعشرة الأوائل في التصنيف منذ أن إحتلت المغرب نفس المركز شهر إبريل عام 1998، ولكن لم بكتفي المصريون بذلك بل إستطاعوا بعد أربعة أشهر فقط أن يرتقوا في الترتيب ليصبحوا أول فريق عربي يحتل المركز التاسع في تصنيف FIFA/Coca-Cola العالمي، وأنهوا العام في نفس المركز ليكون ذلك أفضل ترتيب في تاريخ كرة القدم العربية.
ثم جاء الصيف وحلت معه رياح أول مونديال أفريقي ليشد المنتخب الجزائري الرحال وحيداً إلى جنوب أفريقيا حيث كان ممثل العرب الأوحد في العرس الكروي العالمي، وبالرغم من خروج محاربي الصحراء من الدور الأول بنقطة واحدة فقط وبدون أي أهداف إلا أنهم لفتوا الأنظار إلى فريق شاب واعد إستطاع أن يقدم مباراة رائعة أمام إنجلترا ونجح في الحفاظ على شباكه نظيفة أمام أمواج الهجوم العاتية من واين روني ورفاقه ليقتنص نقطة غالية من براثن منتخب الأسود الثلاثة.
أما في آسيا فقد كان عام 2010 هو عام الكويت بدون شك، فبعد أن تألق الأزرق وفاز بلقب كأس إتحاد غرب آسيا في أول مشاركه له بالبطولة حيث فاز في النهائي على نظيره الإيراني حامل اللقب بنتيجة 2-1، أكد المنتخب الكويتي هيمنته في منطقة الخليج وفاز بكأس الخليج التي أقيمت هذا العام في اليمن بعد تفوقه على المنتخب السعودي في النهائي ليضيف اللقب العاشر إلى سجله الحافل في هذه البطولة التي أقيمت 20 مرة حتى الآن.
وعلى صعيد الأندية فقد تساوت حظوظ الأندية العربية في القارتين ومثلما فشل الترجي التونسي في إحراز اللقب الأفريقي الرابع له بمسابقة دوري أبطال أفريقيا بعد خسارته أمام تي بي مازيمبي الكونغولي بنتيجة 1-6 في مجموع مباراتي النهائي أخفق أيضاً ممثلي العرب السعوديين الهلال والشباب في النسخة الآسيوية من البطولة من إجتياز عقبة نصف النهائي حيث خسرا من زوب أهان الإيراني و سيونجنام ايلهوا تشونما الكوري الجنوبي على التوالي بنفس النتيجة 0-1.
ولكن شهدت مسابقة أبطال الكأس حظ أوفر للأندية العربية فإستطاع نادي الفتح الرباطي المغربي أن يحرز لقب مسابقة كأس الاتحاد الافريقي لأول مرة في تاريخه بعد فوزه على الصفاقسي التونسي بنتيجة 3-2، وفي آسيا توج فريق الإتحاد السوري بلقب النسخة السابعة من بطولة كأس الاتحاد الآسيوي لأول مرة بعدما تغلب على القادسية الكويتي 4-2 بضربات الجزاء الترجيحية بعدما انتهى الوقتان الأصلي والإضافي للمباراة النهائية بالتعادل 1-1.
وبنهاية العام جاءت أهم لحظة ليس فقط في عام 2010 ولكن في تاريخ كرة القدم العربية ومن الطريف إنها لم تأتي على أرض ملعب كرة قدم ولكنها جاءت على مسرح قاعة المؤتمرات في مدينة زيوريخ بسويسرا حين فتح رئيس FIFA جوزيف بلاتر المظروف الذي يحتوي على إسم البلد المضيف لكأس العالم 2022 FIFA وأعلن أن دولة قطر هي التي نالت هذا الشرف لتكون بذلك أول دولة عربية تحتضن الحدث الكروي الأهم والأكبر في العالم، وقد كان لهذا الإعلان أصداء مدوية في جميع أرجاء الوطن العربي حيث خرجت الشعوب تحتفل في الشوارع حتى الصباح فخورين بالملف القطري المبهر الذي أرغم الجميع على إحترام هذا البلد الصغير صاحب الإمكانيات الكبيرة.